أعجب أحيانا لمن يعتبرون أنفسهم أوصياء على الشعب التونسي، وأن التونسي لا يحسن الاختيار
تجدهم على صفحات الفايسبوك يكثرون من التهجم على حزب أو ينبهون من خطورته معتقدين بأنهم سيؤثرون على اختيارات المواطن الصالح الذي لا يهمه سوى مصلحة بلاده قبل مصلحة الأحزاب وإن كان قد فرض علينا أن نختار أشخاصا ربما لا نرتاح لهم، لكن بالتطبيق الجيد والحسن للديمقراطية لن يكون لهذه الأحزاب أمل للتلاعب بالشعب الذي أصبح في يوم من الأيام من أمجد شعوب العالم بإسقاطه لدكتاتور شهد له بالقمع
ربما ما نعيشه الآن، هي الفوضى المنتظرة إثر كل ثورة وقبل أي نجاح، لكننا نسعى وراء النجاح ولم نتعلم بعد، كالتلميذ الذي يريد أن ينجح في الامتحان لكنه لم يدرس المادة بعد، ففي هذه الحال طموح الشباب التونسي وحده لا يكفي، بل يجب علينا أن نلتجئ إلى من مارس السياسة، حتى وإن مارسها بالخطأ، فهو في كل الأحوال أكثر خبرة منا، فما علينا إلا أن نكتسب منه ما ينقصنا ومن ثم نأخذ المشعل ونكمل مشوار بناء بلدنا مثلما نريد أن تكون، فلننسى النظامين السابقين ولنبدأ من الصفر، مرتكزين طبعا على تعاليم ديننا الإسلامي الجميل الذي لا يشك أي مسلم في قدرته على بناء دولة مدنية ديمقراطية وحديثة هويتها الإسلام منفتحة على العالم وتتعايش فيها جميع فئات المجتمع
عمليا، ما علينا القيام به حاليا هو أن ننصهر من جديد من حيث الفكر، لا من حيث التوجه، فلكل فرد فينا له توجهه الخاص(علماني، إسلامي، يساري...) لكن الفكر يجب أن يكون فكرا إصلاحيا، لا يسمح لنا أن نقصي حسب التوجه لكن يجب علينا أن نقصي أي إنسان ليست له الرغبة في الإصلاح أو لا يدرك كيفية الإصلاح، ففي بلادنا اندلعت الثورة من المناطق المحرومة، فمن لا يستطيع أن يعيش في مستوى حرمان تلك المناطق فليبتعد حاليا فهو وإن كان عالما بعلوم الأرض كلها لن يقدر على مد يد المساعدة الحقيقية، ربما نحتاج إليه في وقت آخر لكن ليس في ظل هذه الظروف.
وأخيرا، أرجو أن نكف على مضايقة بعضنا لبعض، ولنكن يدا واحدة حتى نحقق مكاسب ثورتنا
****علاء الدين البوغانمي***
****علاء الدين البوغانمي***
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire